تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ١٢٠
إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون - 74. لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون - 75. وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين - 76.
ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون - 77. لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون - 78.
(بيان) رجوع إلى إنذار القوم وفيه تخويفهم بالساعة والإشارة إلى ما يؤل إليه حال المتقين والمجرمين فيها من الثواب والعقاب.
قوله تعالى: (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون) النظر الانتظار، والبغتة الفجأة، و المراد بعدم شعور هم بها غفلتهم عنها لاشتغالهم بأمور الدنيا كما قال تعالى: (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون) يس: 49، فلا يتكرر المعنى في قوله: (بغتة وهم لا يشعرون).
والمعنى: ما ينتظر هؤلاء الكفار بكفرهم و تكذيبهم لايات الله إلا أن تأتيهم الساعة مباغتة لهم وهم غافلون عنها مشتغلون بأمور دنياهم أي إن حالهم حال من هدده الهلاك فلم يتوسل بشئ من أسباب النجاة وقعد ينتظر الهلاك ففي الكلام كناية عن عدم اعتنائهم بالايمان بالحق ليتخلصوا به عن أليم العذاب.
قوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) الأخلاء جمع خليل وهو الصديق حيث يرفع خلة صديقه وحاجته، والظاهر أن المراد بالاخلاء المطلق الشامل للمخالة والتحاب في الله كما في مخالة المتقين أهل الآخرة والمخالة في غيره كما في مخالة أهل الدنيا فاستثناء المتقين متصل.
والوجه في عداوة الأخلاء غير المتقين أن من لوازم المخالة إعانة أحد الخليلين الاخر في مهام أموره فإذا كانت لغير وجه الله كان فيها الإعانة على الشقوة الدائمة والعذاب الخالد كما قال تعالى حاكيا عن الظالمين يوم القيامة: (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست