فأنزل الله سبحانه: " بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب - إلى قوله - إلا اختلاق " أي تخليط " أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري - إلى قوله - من الأحزاب " يعني الذين تحزبوا عليه يوم الأحزاب.
أقول: والقصة مروية من طرق أهل السنة أيضا وفي بعض رواياتهم أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما عرض عليهم كلمة التوحيد قالوا له: سلنا غير هذه قال: لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها فغضبوا وقالوا والكلمة كناية عن تمليكهم إياه زمام نظام العالم الأرضي فإن الشمس والقمر من أعظم المؤثرات فيه، وقد أخذ على ما يظهر ان للحسن من القدر ليصح ما أريد من التمثيل.
وفي العلل بإسناده إلى إسحاق بن عمار قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام كيف صارت الصلاة ركعة وسجدتين؟ وكيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟ فقال: إذا سألت عن شئ ففرغ قلبك لتفهم. إن أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما صلاها في السماء بين يدي الله تبارك وتعالى قدام عرشه.
وذلك أنه لما أسري به وصار عند عرشه قال يا محمد أدن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حيث أمره الله تبارك وتعالى فتوضأ وأسبغ وضوءه.
قلت: جعلت فداك وما صاد الذي أمر أن يغتسل منه؟ فقال: عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال له ماء الحيوان وهو ما قال الله عز وجل: " ص والقرآن ذي الذكر " الحديث.
أقول: وروى هذا المعنى أعني أن ص نهر يخرج من ساق العرش في المعاني عن سفيان الثوري عن الصادق عليه السلام، وروي ذلك في مجمع البيان عن ابن عباس أنه اسم من أسماء الله تعالى قال: وروي ذلك عن الصادق عليه السلام.
وفي المعاني بإسناده إلى الأصبغ عن علي عليه السلام في قول الله عز وجل: " وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " قال: نصيبهم من العذاب.