وفي البحار عن البصائر بإسناده عن حبة العرني قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض أقر بها من أقر وأنكرها من أنكر أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقربها.
أقول: وفي معناه روايات أخر، والمراد الولاية الكلية الإلهية التي هو عليه السلام أول من فتح بابها من هذه الأمة وهي قيامه تعالى مقام عبده في تدبير أمره فلا يتوجه العبد إلا إليه ولا يريد إلا ما أراده وذلك بسلوك طريق العبودية التي تنتهي بالعبد إلى أن يخلصه الله لنفسه فلا يشاركه فيه غيره.
وكان ظاهر ما أتى به يونس عليه السلام مما لا يرتضيه الله تعالى فلم يكن قابلا للانتساب إلى إرادته فابتلاه الله بما ابتلاه ليعترف بظلمه على نفسه وأنه تعالى منزه عن إرادة مثله فالبلايا والمحن التي يبتلى بها الأولياء من التربية الإلهية التي يربيهم بها ويكملهم ويرفع درجاتهم بسببها وإن كان بعضها من جهة أخرى مؤاخذة ذات عتاب، وقد قيل البلاء للولاء.
ويؤيد ذلك ما عن العلل بإسناده عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
لأي علة صرف الله العذاب عن قوم يونس وقد أظلهم ولم يفعل ذلك بغيرهم من الأمم؟
فقال: لأنه كان في علم الله أنه سيصرفه عنهم لتوبتهم وإنما ترك إخبار يونس بذلك لأنه أراد أن يفرغه لعبادته في بطن الحوت فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته.
* * * فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون - 149. أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون - 150. ألا إنهم من إفكهم ليقولون - 151.
ولد الله وإنهم لكاذبون - 152. أصطفى البنات على البنين - 153.
ما لكم كيف تحكمون - 154. أفلا تذكرون - 155. أم لكم سلطان مبين - 156. فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين - 157.