تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٧٣
فيستنتج منه توحده تعالى بالألوهية على سبيل الاحتجاجات الفكرية فافهم ذلك.
وبذلك يندفع أولا ما يرد على الوجه السابق أن المستفاد من كلامه تعالى أنهم لا حجة عقلية لهم على مدعاهم ولا موجب على هذا لتأخر علمهم أن الحق لله إلى يوم القيامة، ويرتفع ثانيا حديث التقديم والتأخير المذكور الذي لا نكتة له ظاهرا الا رعاية السجع.
ومن الممكن أن يكون (الحق) في قوله: (فعلموا أن الحق لله) مصدرا فيرجع معنى الجملة إلى معنى قوله: (ويعلمون أن الله هو الحق المبين) النور: 25، فكون الحق لله هو كونه تعالى حقا ان أريد به الحق في ذاته أو كونه منتهيا إليه قائما به ان أريد به غيره، كما قال تعالى: (الحق من ربك) آل عمران: 60، ولم يقل:
الحق مع ربك.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: (وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) الآية، قال: نزلت في قريش حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاسلام والهجرة وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا فقال الله عز وجل: (أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون).
أقول: وروى هذا المعنى في كشف المحجة وروضة الواعظين للمفيد ورواه في الدر المنثور عن ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس.
وفى الدر المنثور أخرج النسائي وابن المنذر عن ابن عباس أن الحارث بن عامر ابن نوفل الذي قال: (ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا).
وفى تفسير القمي في قوله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) الآية، قال: يختار الله عز وجل الامام وليس لهم أن يختاروا.
أقول: وهو من الجري مبنيا على وجوب نصب الإمام المعصوم من قبل الله تعالى كالنبي، وقد تفصيل الكلام فيه.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست