تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٣٨
قوله تعالى: (ان تبدوا شيئا أو تخفوه فان الله كان بكل شئ عليما) معناه ظاهر وهو في الحقيقة تنبيه تهديدي لمن كان يؤذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو يذكر نكاح أزواجه من بعده.
قوله تعالى: (لا جناح عليهن في آبائهن) إلى آخر الآية ضمير (عليهن) لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والآية في معنى الاستثناء من عموم حكم الحجاب وقد استثنى الاباء والأبناء والإخوان وأبناء الاخوان وأبناء الأخوات وهؤلاء محارم، قيل: ولم يذكر الأعمام والأخوال لأنهم من الممكن أن يصفوهن لأبنائهم.
واستثنى أيضا نساءهن وإضافة النساء إلى ضمير هن يلوح إلى أن المراد النساء المؤمنات دون الكوافر كما مر في قوله تعالى: (أو نسائهن) النور: 31، واستثنى أيضا ما ملكت أيمانهن من العبيد والإماء.
وقوله: (واتقين الله ان الله كان على كل شئ شهيدا) فيه تأكيد الحكم وخاصة من جهة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في (اتقين الله).
قوله تعالى: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قد تقدم أن أصل الصلاة الانعطاف فصلاته تعالى انعطافه عليه بالرحمة انعطافا مطلقا لم يقيد في الآية بشئ دون شئ وكذلك صلاة الملائكة عليه انعطاف عليه بالتزكية والاستغفار وهي من المؤمنين الدعاء بالرحمة.
وفى ذكر صلاته تعالى وصلاة ملائكته عليه قبل أمر المؤمنين بالصلاة عليه دلالة على أن في صلاة المؤمنين له اتباعا لله سبحانه وملائكته وتأكيدا للنهي الآتي.
وقد استفاضت الروايات من طرق الشيعة وأهل السنة أن طريق صلاة المؤمنين أن يسألوا الله تعالى أن يصلى عليه وآله.
قوله تعالى: (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) من المعلوم أن الله سبحانه منزه من أن يناله الأذى وكل ما فيه وصمة النقص والهوان فذكره مع الرسول وتشريكه في ايذائه تشريف للرسول وإشارة إلى أن من قصد رسوله بسوء فقد قصده أيضا بالسوء إذ ليس للرسول بما أنه رسول الا ربه فمن قصده فقد قصد ربه.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست