ويؤيد هذا المعنى قول في جانب الثواب بعد: (نؤتها أجرها مرتين) فلا يعبأ بما قيل إن المراد بمضاعفة العذاب ضعفين تعذيبهم بثلاثة أمثاله بتقريب أن مضاعفة العذاب زيادته وإذا زيد على العذاب ضعفاه صار المجموع ثلاثة أمثاله.
وختم الآية بقوله: (وكان ذلك على الله يسيرا) للإشارة إلى أنه لا مانع من ذلك من كرامة الزوجية ونحوها إذ لا كرامة الا للتقوى وزوجية النبي صلى الله عليه وآله وسلم انما تؤثر الأثر الجميل إذا قارن التقوى وأما مع المعصية فلا تزيد الا بعدا ووبالا.
قوله تعالى: (ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين) الخ، القنوت الخضوع، وقيل: الطاعة وقيل: لزوم الطاعة مع الخضوع، والاعتاد التهيئة، والرزق الكريم مصداقه الجنة.
والمعنى: ومن يخضع منكن لله ورسوله أو لزم طاعة الله ورسوله مع الخضوع ويعمل عملا صالحا نعطها أجرها مرتين أي ضعفين وهيأنا لها رزقا كريما وهي الجنة.
والالتفات من الغيبة إلى التكلم بالغير في قوله: (نؤتها) و (أعتدنا) للايذان بالقرب والكرامة، خلاف البعد والخزي المفهوم من قوله: (يضاعف لها العذاب ضعفين).
قوله تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) الخ، الآية تنفى مساواتهن لسائر النساء ان اتقين وترفع منزلتهن على غيرهن ثم تذكر أشياء من النهى والامر متفرعة على كونهن لسن كسائر النساء كما يدل عليه قوله: فلا تخضعن بالقول وقرن ولا تبرجن الخ، وهي خصال مشتركة بين نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسائر النساء.
فتصدير الكلام بقوله: (لستن كأحد من النساء ان اتقيتن) ثم تفريع هذه التكاليف المشتركة عليه، يفيد تأكد هذه التكاليف عليهن كأنه قيل: لستن كغيركن فيجب عليكن أن تبالغن في امتثال هذه التكاليف وتحتطن في دين الله أكثر من سائر النساء وتؤيد بل تدل على تأكد تكاليفهن مضاعفة جزائهن خيرا وشرا كما دلت عليها الآية السابقة فان مضاعفة الجزاء لا تنفك عن تأكد التكليف.
وقوله: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) بعد ما بين علو