تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣١١
التقوى الشديد له امتنانا عليه على ما يعطيه سياق الآية ولذلك لم يصرح بكون الخطاب متوجها إليهن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط أحد من المفسرين وانما احتملناه لتصحيح قول من قال: ان الآية خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وان كان المراد اذهاب الرجس والتطهير بإرادته تعالى ذلك مطلقا لا بتوجيه مطلق التكليف ولا بتوجيه التكليف الشديد بل إرادة مطلقة لاذهاب الرجس والتطهير لأهل البيت خاصة بما هم أهل البيت كان هذا المعنى منافيا لتقييد كرامتهن بالتقوى سواء كان المراد بالإرادة الإرادة التشريعية أو التكوينية.
وبهذا الذي تقدم يتأيد ما ورد في أسباب النزول أن الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى وفاطمة والحسنين عليهم السلام خاصة لا يشاركهم فيها غيرهم.
وهي روايات جمة تزيد على سبعين حديثا يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة على ما ورد منها من طرق الشيعة فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن أم سلمة وعائشة وأبى سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الأسقع وأبى الحمراء وابن عباس وثوبان مولى النبي وعبد الله بن جعفر وعلى والحسن بن علي عليهما السلام في قريب من أربعين طريقا.
وروتها الشيعة عن علي والسجاد والباقر والصادق والرضا عليهم السلام وأم سلمة وأبي ذر وأبى ليلى وأبى الأسود الدؤلي وعمرو بن ميمون الأودي وسعد بن أبي وقاص في بضع وثلاثين طريقا.
فان قيل: ان الروايات انما تدل على شمول الآية لعلى وفاطمة والحسنين عليهم السلام ولا ينافي ذلك شمولها لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يفيده وقوع الآية في سياق خطابهن.
قلنا: ان كثيرا من هذه الروايات وخاصة ما رويت عن أم سلمة - وفى بيتها نزلت الآية - تصرح باختصاصها بهم وعدم شمولها لأزواج النبي وسيجئ الروايات وفيها الصحاح.
فان قيل: هذا مدفوع بنص الكتاب على شمولها لهن كوقوع الآية في سياق خطابهن.
قلنا: انما الشأن كل الشأن في اتصال الآية بما قبلها من الآيات فهذه الأحاديث على كثرتها البالغة ناصة في نزول الآية وحدها، ولم يرد حتى في رواية واحدة نزول هذه هذه الآية في ضمن آيات نساء النبي ولا ذكره أحد حتى القائل باختصاص الآية بأزواج
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست