تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠٥
والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما - 35.
(بيان) آيات راجعة إلى أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تأمره أولا: أن ينبئهن أن ليس لهن من الدنيا وزينتها الا العفاف والكفاف ان اخترن زوجية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تخاطبهن ثانيا:
انهن واقفات في موقف صعب على ما فيه من العلو والشرف فان اتقين الله يؤتين أجرهن مرتين وان أتين بفاحشة مبينة يضاعف لهن العذاب ضعفين ويأمرهن بالعفة ولزوم بيوتهن من غير تبرج والصلاة والزكاة وذكر ما يتلى في بيوتهن من الآيات والحكمة ثم يعد مطلق الصالحين من الرجال والنساء وعدا بالمغفرة والاجر العظيم.
قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك) إلى تمام الآيتين، سياق الآيتين يلوح أن أزواج النبي أو بعضهن كانت لا ترتضي ما في عيشتهن في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الضيق والضنك فاشتكت إليه ذلك واقترحت عليه أن يسعدهن في الحياة بالتوسعة فيها وايتائهن من زينتها.
فأمر الله سبحانه نبيه أن يخيرهن بين أن يفارقنه ولهن ما يردن وبين أن يبقين عنده ولهن ما هن عليه من الوضع الموجود.
وقد ردد أمرهن بين أن يردن الحياة الدنيا وزينتها وبين أن يردن الله ورسوله والدار الآخرة، وهذا الترديد يدل أولا: أن الجمع بين سعة العيش وصفائها بالتمتع من الحياة وزينتها وزوجية النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعيشة في بيته مما لا يجتمعان.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست