تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٥٧
وهو من الجري ضرورة أن الآية ليست بخاصة والذكر أما القرآن أو مطلق الكتب السماوية أو المعارف الإلهية وهم على أي حال أهله وليس بتفسير للآية بحسب مورد النزول إذ لا معنى لارجاع المشركين إلى أهل الرسول أو أهل القرآن وهم خصماؤهم ولو قبلوا منهم لقبلوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه.
وفي روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليه السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه: ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: " وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة " وإنما عنى بالقرية أهلها حيث يقول: " وأنشأنا بعدها قوما آخرين " فقال عز وجل: " فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون " يعني يهربون قال: " لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون فلما أتاهم العذاب قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " وأيم الله إن هذه عظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم.
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين (16) - لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين (17) - بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون (18) - وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (19) - يسبحون الليل والنهار لا يفترون (20) - أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون (21) - لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون (22) - لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون (23). أم اتخذوا من دونه آلهة قل
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست