تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١٠٥
إلى الايتاء في الدنيا، وأما بناء على كونه ناظرا إلى الايتاء في الآخرة كما اختاره الأكثر فمعنى الآيات كما فسروها: تعجب من الذي كفر بآياتنا وهو عاص بن وائل أو وليد بن المغيرة وقال: أقسم لأوتين إذا بعثت مالا وولدا في الجنة، أعلم الغيب حتى يعلم أنه في الجنة؟ - وقيل: أنظر في اللوح المحفوظ - أم اتخذ عند الرحمن عهدا بقول لا إله إلا الله حتى يدخل به الجنة - وقيل: أقدم عملا صالحا كلا وليس الامر كما قال - سنكتب ما يقول بأمر الحفظة أن يثبتوه في صحيفة عمله ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول أي ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطالنا ملكه ويأتينا أي يأتي الآخرة فردا ليس عنده شئ من مال وولد وعدة وعدد.
(بحث روائي) في تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى:
" أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا " أنه العاص بن وائل بن هشام القرشي ثم السهمي وكان أحد المستهزئين، وكان لخباب بن الأرت على العاص بن وائل حق فأتاه يتقاضاه فقال له العاص: ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير؟
قال: بلى. قال فموعد ما بيني وبينك الجنة، فوالله لأوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد والبخاري ومسلم وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي والبيهقي في الدلائل وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه عن خباب بن الأرت قال: كنت رجلا قينا وكان لي على العاصي بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال: لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث. قال: فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله: " أفرأيت الذي كفر بآياتنا - إلى قوله - ويأتينا فردا ".
أقول: وروى أيضا ما يقرب منه عن الطبراني عن خباب. وأيضا عن سعيد ابن منصور عن الحسن عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يسم خبابا وأيضا عن ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس عن رجال من الصحابة.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست