تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٨٧
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله: " قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم " قال: نزلت في الخمس من قريش ومن كان يأخذ مأخذها من قبائل العرب: الأنصار الأوس والخزرج وخزاعة وثقيف وبني عامر بن صعصعه وبطون كنانة بن بكر كانوا لا يأكلون اللحم، ولا يأتون البيوت إلا من أدبارها، ولا يضطربون وبرا ولا شعرا انما يضطربون الادم، ويلبسون صبيانهم الرهاط، وكانوا يطوفون عراة إلا قريشا، فإذا قدموا طرحوا ثيابهم التي قدموا فيها، وقالوا: هذه ثيابنا التي تطهرنا إلى ربنا فيها من الذنوب والخطايا ثم قالوا لقريش: من يعيرنا مئزرا؟ فإن لم يجدوا طافوا عراة فإذا فرغوا من طوافهم أخذوا ثيابهم التي كانوا وضعوا.
وفيه: أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون: لا نطوف في ثياب أذنبنا فيها فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت ووضعت يدها على قبلها وقالت:
اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا أحله فنزلت هذه الآية: خذو زينتكم عند كل مسجد - إلى قوله - والطيبات من الرزق.
أقول: روي ما يقرب منه عن ابن عباس ومجاهد وعطاء لكنك قد عرفت أن الآيات المصدرة بقوله " يا بني آدم " أحكام وشرائع عامة لجميع بني آدم من غير أن يختص بأمة دون أمة فهذه الآحاد من الاخبار لا تزيد على اجتهاد من المنقول عنهم لا حجية فيها، وأعدل الروايات في هذا المعنى الروايتان الآتيتان.
في الدر المنثور: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة والزينة اللباس وهو ما يواري السوآت وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع.
وفيه: أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يحرمون أشياء أحلها الله من الثياب وغيرها وهو قول الله: " قل أ رأيتم ما
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست