تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٣٤٠
الهدى " لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها " أي جعل في آذانهم وقرا فلن يسمعوا الهدى.
وفي الدر المنثور أخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمر بن العاصي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور يومئذ شئ اهتدى. ومن أخطأ ضل.
وفيه أخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الجن ثلاثة أصناف: صنف حياة وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف عليهم الحساب والعقاب، وخلق الله الانس ثلاثة أصناف:
صنف كالبهائم قال الله: " لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالانعام بل هم أضل " وجنس أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين، وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.
أقول: وسيأتي الكلام في الجن والشياطين من الانس في مقام يناسبه إن شاء الله تعالى.
* * * ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون - 180. وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون - 181. والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون - 182. وأملي لهم إن كيدي متين - 183.
أ ولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين -
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست