هذا شرح شريف للدعاء المشهور بدعاء الصباح الموسوم بمفتاح الفلاح ومصباح النجاح المنسوب إلى البارع الفايق كلام الله الناطق أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي مد سير نوره في المجالي والمواد من صباح الا زال إلى مساء الآباد كلمح بالبصر أو هو أقرب عنده مع أنه وراء ما لا يتناهى بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة تجلى ذاته بذاته لذاته فتردى برداء كبرياء صفاته ثم تأزر بازار عظمة صور أسمائه وآياته فسبحانه من عظيم لا يمكن للبشر احصاء ثنائه وان احصى واثنى فباحصائه واثنائه فهو كما اثنى على نفسه القديم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ان تجلى بأسمائه التنزيهية على ملائكة السماوات فأنشأوا يصدحون يا سبوح يا قدوس يا من لا شبيه له ولا نظير وتجلى بأسمائه التشبيهية على أنفس العجماوات فجعلت تتذكر يا شهيدا على كل شئ يا سميع يا بصير فقد تجلى بجميع أسمائه الحسنى على هيكل التوحيد ومجمع التفريد المخلع بخلعة انا عرضنا والمكرم بتشريف ولقد كرمنا فطفق يذكر بلسان وجوده الأتم الأكرم اسمه الأعظم الأفخم خصوصا الانسان الكامل منبع الفضايل والفواضل ولا سيما المنتخب من المنتخب محمد سيد العجم والعرب صلى الله عليه وآله شموس فلك الولاية ومشاعل اعلام الهداية ليوث الوغى وغيوث الندى ووسايط فيض الله تبارك وتعالى في الآخرة والأولى سيما صاحب الولاية الكبرى العلى العالي الا على وبعد يقول العبد المحتاج إلى رحمة الله الباري الهادي بن المهدى السبزواري غفر الله تعالى لهما لما كان الدعاء المشهور الموسوم بمفتاح الفلاح ومصباح النجاح المنسوب إلى البارع الفايق كلام الله الناطق الذي كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق عالي الأساليب شامخ التراكيب منطويا في مضامينه مطالب عاليه أثمانها غاليه وما ادراك ماهيه جنة عاليه ليس لها ثانيه فيها انهار جاريه وجوار ساقيه وازهار ذوات روايح زكية ذاكية أطيب من المسك والعنبر والغالية فاشية على الحاضرة والبادية
(٢)