يا من وعده صادق يا من لطفه ظاهر يا من امره غالب أي امره وحكمه غالب ونافذ لا راد لحكمه ولا ناقض لامره ولا سيما التكويني منهما أو عالم امره غالب على عالم خلقه جبار لنقايصه كلما يذهب ممعنا إلى العدم الأصلي يجبره بنور الوجود ويجره إلى ساحة حضور الملك المعبود يا من كتابه محكم كتابه تدويني وتكويني والتكويني أفاقي وأنفسي والأفاقي كتاب مبين وكتاب محو واثبات وكتاب سجل الوجود وكلها محكم متقن مصون عن الخلل والفساد كما قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون يا من قضائه كائن يا من قرانه مجيد يا من ملكه قديم يا من فضله عميم يا من عرشه عظيم سبحانك الخ الفلك الأطلس الذي هو أحد معاني عرشه عظيم حيث إن جسمه جسم الكل فكيف بالعقل الكلى الذي هو أحد معانيه أيضا لكونه واجدا جامعا لجميع فعليات ما دونه فكيف بالوجود المنبسط الذي هو رحمته الواسعة لكونه محيطا بالعقل لكون العقل وجودا مقيدا وهذا الوجود وجود مطلق عرش الوجود الحق ثم كيف بعلمه المحيط الذي هو أحد معاني عرش الله تعالى لكون الوجود المنبسط فعله وعلمه صفته والصفة فوق الفعل وعلته ومحيط به واما قلب الانسان الكامل الذي هو عرش الرحمن فعظمته معلومة لأرباب القلوب فعرشه بجميع معانيه عظيم وإن كان بعضها أعظم من بعض يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يمنعه فعل عن فعل يا من لا يلهيه قول عن قول يا من لا يغلطه سؤال عن سؤال يا من لا يحجبه شئ عن شئ هذا كله لو كان تعالى وجودا محيطا في غاية الحيطة قويا في نهاية القوة حافظا لكل الحضرات الوجودية ولا يؤده حفظ الكل ولا يشذ عن وجوده وجود ولا يطرء على وجوده وجود ولا مضى واستقبال بالنسبة إليه ولا دثور ولا زوال يسوغ عليه الأزمنة والزمانيات والأمكنة والمكانيات كالان والنقطة بالنسبة إلى مقربي حضرته فضلا عن جنابه المتعالى وأصحاب العقول المستفادة في الدنيا يقال قد لا يشغلهم شأن عن شأن فضلا عن أولياء خلع النواسيت حالا أو ملكة بل النفس مطلقا منها قوية ومنها شريفة ومنها مقابلهما والفرق بينهما مذكورة في الكتب منها سفر النفس من الاسفار ومنها الشواهد الربوبية وقد عرفوا النفس القوية بأنها هي الوافية بصدور الافعال العظيمة منها والشديدة في أبواب كثيرة ومثلوا بانا نشاهد نفوسا ضعيفة يشغلها فعل عن فعل فإذا انتصبت إلى الفكر اختل احساسها وبالعكس ونرى نفوسا قوية تجمع بين أصناف من الادراكات أو التحريكات
(٢٨٧)