شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
كان قندم نيستان شكرم * هم زمن ميرويد ومن ميخورم * كر زخارى خسته ء خود كشته ء ور حرير قز درى خود رشته ء * وبالجملة مع هذا التفاوت الشديد لا يمكن دعوى العينية والمثلية في كل واحد واحد من الأعضاء أين الظلمة من النور والزنجي من الحور وهل يستوى الأعمى والبصير اللذان أشير إليهما في الكتاب المجيد بقوله تعالى رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا الا على قواعدنا التي يسهل بدرايتها كون ما هو في غاية البعد في غاية القرب من وجه لكن ذلك مشرب اخر لسنا في ذلك المقام بصدده ثم إن الحق ان البدن الأخروي عين البدن الدنيوي بحيث كل من رآه يقول هذا هو الذي كان في الدنيا بعينه وشخصه في عين كون خواص كل نشاة من لوازمها فمادة المواد مثلا التي خاصية هذه النشأة لو كانت في الصورة الأخروية لكانت النشأة الآخرة دنيا لكن ليست تلك المادة ركنا ركينا لولاه لحذف مقوم محصل من الصورة في الآخرة الا ترى انه إذا كانت هذه المقادير والاشكال والصور الشخصية والصور النوعية والصور الجسمية في أجسام هذا العالم بحالها ولم يكن معها الهيولي الأولى التي بها تقبل الانفعالات والامتزاجات والكسور والانكسارات مما به مزرعية هذه الدار وخاصية هذه النشأة الدنيوية كانت كل صورة وكل جسم هي هي بحالها لم يقدح عدم اعتبار هذه الظلمة والهاوية التي تشبه العدم معها في كونها هي هي كالصور التي في المرايا الا ان الصور التي في المرايا تسمى أشباحا واظلالا حيث لا حياة لها واما الصور الأخروية فهى صور صرفة متجوهرة قائمة بذواتها لا بالمرائي والأرواح التي كانت متعلقة بالصور الدنيوية متعلقة بهذه الصور الصرفة العرية عن المادة فليست كالصور المرآتية صورا بلا معنى وأشباحا بلا حياة بل بوجه كالصور المرآتية التي فرض ان الأرواح التي في ذوات الصور وذوات الأظلة صارت متعلقة بها فح تصير تلك الصور احياء وذوات الصور أظلة وأشباحا والدليل على عينية الأبدان الأخروية للأبدان الدنيوية بعد تمهيد مقدمة هي ما أشرنا إليه من أن عالم الصورة عالمان وان هناك كونا صوريا صرفا فيه بإزاء وكل شئ في هذا العالم صورة قائمة بذاتها لا بالمادة ولعله يشير إليه قوله صلى الله عليه وآله ان في الجنة سوقا يباع فيه الصور ان تشخص كل شئ بالوجود والوجود محفوظ في أبدن الدنيوي والأخروي واما العوارض المسماة عند القوم بالمشخصات فهى امارات التشخص كما حقق في موضعه وان الوجود مقول بالتشكيك ما به الامتياز فيه عين ما به الاشتراك وان الحركة في جوهر الشئ والتبدل في ذاته واقعة ومعلوم ان كل حركة لا بد لها من أصل
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»