استعمال التذكرة كما في الآيات للإشارة إلى أن للنفوس كينونات سابقة كانت فيها عالمة عارفة معترفة لكن لا بما هي نفوس مدبرة بل بما هي عقل وهي الكينونة الجبروتية وبما هي لوازم أسماء الله تعالى وهي الكينونة اللاهوتية وذلك لتطابق العوالم واتحاد الرقايق والحقايق فان الرقيقة هي الحقيقة بوجه ضعيف والحقيقة هي الرقيقة بوجه أعلى فكون حقيقة الانسان الطبيعي وهي الانسان الجبروتي الذي يقال له رب النوع وصاحب الصنم وصاحب الطلسم في مقام شامخ كون الرقيقة هناك واخلاد الرقيقة وهو الانسان اللحمي الطبيعي إلى الأرض اخلاد الحقيقة إليها ولكن بلا تجاف عن ذلك المقام الشامخ والنزول والعروج والهبوط والسقوط والذرات والبرزات ونحوها من التعبيرات في إشارات الأنبياء والأولياء والحكماء رموز حلها ما ذكرنا وكذا ما اشتهر من أفلاطون الإلهي من قدم النفس إشارة إلى كينونتها العقلية ونحوها وقد ذكرت في المعلقات على سفر النفس من الاسفار الأربعة انه لما كان للنفس شؤون ذاتية وفى مقام طبع وفى مقام نفس مدبرة وفى مقام عقل وفى مقام فانية عن هذه كلها باقية ببقاء الله تعالى كما أخبر صاحب مقام لي مع الله عن نفسه صلى الله عليه وآله فان قلت إنها حادثة ذاتا في مقام الطبع صدقت وان قلت إنها حادثة تعلقا وأردت بالتعلق وجودها الطبيعي الذاتي لا الإضافة المقولية كما مر ان تعلقها بالبدن ليس كتعلق صاحب الدكان بدكانه صدقت وان قلت إنها قديمة ذاتا لا تعلقا باعتبار العقل النازلة هي منه وانه تمامها وصورتها النوعية المفارقة عند الاشراقيين التي شيئية الشئ بها بل باعتبار انقلابها إلى العقل الفعال المجرد الذي كل الأزمنة والزمانيات بالنسبة إليه كالان صدقت كما أنه بهذا الاعتبار ان قلت إنها باقية ببقائه بل ببقاء الله صدقت وان قلت إنها غير باقية بل زايلة سيالة باعتبار حركتها الجوهرية صدقت وان قلت بهذه الاعتبارات انها جسمانية بل جسم وروحانية صدقت فما أعجب حال هذا المعجون وطاير بوقلمون الذي هو هيكل التوحيد وبرزخ التكثير والتفريد ثم إن للتقوى مراتب عام وخاص وأخص العام هو الاجتناب عن الحرام والخاص هو الاجتناب عن الحلال الا بقدر الضرورة والأخص الاجتناب عما سوى الله وإذا أريد هذا ههنا أريد من الكتاب والتذكرة مرتبتهما الاعلى يا من رزقه عموم للطائعين والعاصين حمل العموم على الرزق على سبيل المبالغة يا من رحمته قريب من
(٢٤٧)