محل الأخر ولا الشريك في المحل وليسا ببرزخين يمتزجا أو يتصلا فلا تعلق لاحد هما بالآخر فالأنوار المجردة غير مختلفة الحقايق ثم قال بعد أسطر يجبان ينتهى الأنوار القائمة والعارضة والبرازخ وهيأتها إلى نور قائم بذاته ليس ورائه نور وهو نور الأنوار والنور المحيط والنور القيوم والنور المقدس والنور الأعظم الاعلى وهو النور القهار والنور الغنى إذ ليس ورائه شئ ولا يتصور وجود نورين مجردين غنيين فإنهما لا يختلفان في الحقيقة لما مضى ولا يمتاز أحدهما عن الأخر بنفس ما اشتركا فيه ولا بأمر يفرض انه لازم للحقيقة إذ يشتركان فيه ولا بعارض غريب كان ظلمانيا أو نورانيا فإنه ليس ورائهما مخصص وان خصص أحدهما نفسه أو صاحبه فيكونان قبل التخصص متعينين لا بالمخصص ولا يتصور التعين والاثنينية الا بمخصص فالنور المجرد الغنى واحد وهو نور الأنوار وما دونه يحتاج إليه ومنه وجوده فلا ند له ولا مثل له وهو القاهر لكل شئ ولا يقهره ولا يقاومه شئ إذ كل قهر وقوة وكمال مستفاد منه انتهى وقال الشارح العلامة عند قوله فإنه ليس ورائهما مخصص لكونهما غنيين مطلقين فليس ورائهما ما يخصص أحدهما أو كليهما انتهى أقول ابطال الامتياز بالعارض الغريب بحيث يستوفى جميع شقوقه بان يقال ذلك العارض إما حادث فيحتاج إلى مخصص الحدوث والتخصص ويلزم سنوح الحال المستلزم للمادة واستعدادها فلم يكونا نورين مجردين هف مع أنهما قبل الحدوث لم يكونا متعينين واما دائم نوعه بتعاقب اشخاصه فيكونان محلى الحركات والتغيرات هف واما دائم بشخصه مع كونه غير لازم لان العرض المفارق ما كان جايز الانفكاك وإن كان دائما مع المعروض مثل كون زيد فقير أطول عمره فنقول ليس ورائهما مخصص لكونهما غنيين مطلقين وهذا لازم في جميع الشقوق ولهذا اكتفى به وأيضا في الجميع يلزم ان لا يكونان في ذاتهما محضى النور بل نور وسلب نور عارض وأيضا على تقدير كون المميز والمشخص لازما أو مفارقا يلزم ان يكون التشخص زايدا على مهيتهما ثم لما كان المراد بالنور حقيقة ومعلوم انه لا يمكن تالفها من نور وغير نور فلا يرد النقض على ما ذكره س أولا ان الجزئين أو أحدهما لو كانا غير نور فالمجموع غير نور بان الحيوان الانساني مثلا حقيقة ملتئمة من الحيوانية وغير الحيوانية أعني الناطقية مع أن المجموع حيوان إذ الحيوان الملتئم منهما مهيته ومفهومه مع أن الجنس والفصل يحمل أحدهما على الأخر بالعرض واما حقيقته ومعنونه فلا يتألف الا من الحيوانية ثم إن البرزخ في اصطلاح حكمة الاشراق هو الجسم فيعبر عن الأجسام الفلكية والعنصرية بالبرازخ العلوية
(١٧٧)