ازو هر عالمي چون سوره ء خاص * يكى زان فاتحه وان ديكر اخلاص وفى الاكتفاء بالآفاق في الاسم إشارة إلى تطابق الكتاب الافاقى والكتاب الا نفسي وان كلا منهما تام فيه جميع ما في الأخر قال ابن جمهور س الكتب ثلاثة الافاقي والقراني والانفسي فمن قرء الكتاب القرآني الجمعي على الوجه الذي ينبغي فكمن قرء الكتاب الافاقي باسره اجمالا وتفصيلا ومن قرء الكتاب الافاقي على الوجه المذكور فكمن قرء الكتاب الا نفسي اجمالا وتفصيلا ولهذا اكتفى النبي صلى الله عليه وآله بواحد منهما في معرفته تعالى بقوله من عرف نفسه فقد عرف ربه لأنه كان عارفا بان من يعرف نفسه على ما ينبغي ويطالع كتابه على ما هو عليه في نفسه يعرف ربه على ما ينبغي واليه الإشارة بقوله تعالى اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وكذلك من طالع الكتاب القرآني على وجه التطبيق تجلى له الحق تعالى في صور الفاظه وتركيبه وآياته وكلماته تجليا معنويا كما أشار إليه أمير المؤمنين (ع) بقوله لقد تجلى لعباده في كلامه ولكن لا يبصرون ومن طالع الكتاب الافاقي على ما هو عليه تجلى له الحق تعالى في صور مظاهره الأسمائية وملابسه الفعلية الكونية المسماة بالحروف والكلمات والآيات المعبر عنها بالموجودات العلوية والسفلية والمخلوقات الروحانية والجسمانية على الاطلاق والتعيين تجليا شهوديا عيانيا لأنه ليس في الوجود سوى الله وصفاته وأسمائه وافعاله فالكل هو وبه ومنه واليه ومن طالع الكتاب الا نفسي الصغير الانساني وطبقه بالكتاب الأفاقي تجلى له الحق تعالى في الصورة الانسانية الكاملة والنشاة الحقيقية الجامعة تجليا ذاتيا شهوديا عيانيا بحسب ما يشاهده في كل عين من حروفه وكلماته وآياته المعبر عنها بالقوى والأعضاء والجوارح فكل من طالع كتابه الخاص به وشاهد نفسه المجردة وبساطتها وجوهريتها ووحدتها وبقائها ودوامها واحاطتها بعالمها عرف الحق وشاهده وعرف انه محيط بالأشياء وصورها ومعانيها عاليها وسافلها شريفها وخسيسها مع تجرده ووحدته وتنزهه وبقائه ودوامه من غير تغير في ذاته وحقيقته قالوا وكذلك الحق إذا أراد ان يشاهد نفسه في المراة الكاملة الذاتية الجامعة يشاهدها في الانسان الكامل بالفعل وفى غير الكامل بالقوة لأنه مظهر الذات الجامعة لا غير والى هذا أشار نبينا صلى الله عليه وآله بقوله صلى الله عليه وآله خلق الله ادم على صورته ومراده على صورة كمالاته الذاتية الجامعة للكمالات الأسمائية والصفاتية وإذا أراد ان يشاهدها في المراة الكمالية الأسمائية والصفاتية والفعلية يشاهدها في العالم المسمى
(١٥١)