شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ١٤٦
وكل مطلوب عداه من وجه يطلب ومن وجوه منه يهرب وهو الذي من جميع الوجوه مطلوب وبه يختم الطلب وتطمئن القلوب يا خير المسؤولين لأنه الذي لا يرد سائله ولا يخيب امله يا خير المقصودين يا خير المذكورين يا خير المشكورين يا خير المحبوبين المحبة في البدايات التلذذ بالعبادة والتسلي عن فوات أسباب التفرقة ثم في مرتبة هي الابتهاج بحسن الصفات والتنور بنور الذات عند التحقق بالأسماء بمحو الرسوم والسمات وفى مقام محبة تخطفه عن أودية تفرق الصفات إلى حضرة جمع الذات وفى النهايات حب الذات للذات في الحضرة الأحدية بفناء رسم الحدوث في عين الأزلية يا خير المدعوين يا خير المستأنسين سبحانك الخ اللهم إني أسئلك بسمك يا غافر يا ساتر يا قادر يا قاهر فوق عباده يبهر نوره نورهم ويغلب ظهوره ظهورهم يا فاطر من فطره يفطره وتفطر شقه فانفطرو تفطرو الله الخلق خلقهم وبرأهم والامر ابتداه وانشأه يا كاسر يا جابر يكسر عادية الأضداد وسورتها ثم يجبر كسرها بايصالها إلى مقام القرب فيقرب هو أيضا منها من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا فيشاهد لها ان ذلك الكسر والصلح عين الصلاح فرضيت به أشد الرضا ولذلك في أول الأمر وان قال تعالى ائتيا طوعا أو كرها لكن في اخر الامر قالتا آتينا طائعين وارتفعت الكراهة التي كانت بالنسبة إلى الأرض فان امامها راحة لا منتهى لها وأيضا يكسر القلوب بالخوف مرة ويجبرها بالرجا أخرى ويكسرها بالقبض تارة ويجبرها بالبسط أخرى ويكسرها بالهيبة كرة ويجبرها بالانس أخرى وأيضا يكسر القلوب تارة بعدم المبالاة وابتلائها بالمباينة واخرى يجبرها بالمنة باللقاء والمعاينة كما قال انا عند المنكسرة قلوبهم يا ذاكر يا ناظر يا ناصر سبحانك الخ يا من خلق فسوى قال الشيخ الطبرسي رحمة الله عليه في تفسير قوله تعالى الذي خلق فسوى بينهم في باب الاحكام والاتقان وقيل خلق كل ذي روح فسوى يديه ورجليه وعينيه عن الكلبي وقيل خلق الانسان فعدل قامته عن الزجاج يعنى انه لم يجعله منكوسا كالبهائم والدواب وقيل خلق الأشياء على موجب ارادته وحكمته فسوى صنعها ليشهد على وحدانيته انتهى أقول الأول والاخر هو الأوسط وما لهما واحد وسوى على الأول من سويت بينهما أي ساويت وعلى الأخير من سواه تسوية أي جعله سويا وفى القاموس السواء العدل والوسط والغير كالسوي بالكسر والضم في الكل فخلق كل شئ وجعله سويا عدلا لأنه خلق كل موجود على طور وشان لو كان الامر مفوضا إلى نفسه
(١٤٦)
مفاتيح البحث: صلح (يوم) الحديبية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»