فمن تاب فقد قتل نفسه واحياء بالحياة الذاتية القدسية التي لا يعاقبها موت أصلا كما قال أفلاطون الإلهي مت بالإرادة تحيى بالطبيعة وقيل اقتلوني يا ثقاتي ان في قتلى حيوتي وقد صنف العرفاء الموت أصنافا أربعة أحدها الموت الأحمر وهو مخالفة النفس المسماة بالجهاد الأكبر كما روى أنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من جهاد الكفار قال رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال مخالفة النفس وفى حديث اخر المجاهد من جاهد نفسه فمن مات عن هواه فقد حيى بهداه عن الضلالة وبمعرفته عن الجهالة قال تعالى أو من كان ميتا فأحييناه يعنى ميتا لجهل فأحييناه بالعلم وقد سموا أيضا هذا الموت بالموت الجامع لجامعيته لجميع أنواع الموتات وثانيها الموت الأبيض وهو الجوع لأنه ينور الباطن ويبيض وجه القلب فإذا لم يشبع السالك بل لا يزال جائعا مات الموت الأبيض فحينئذ يحيى فطنته لان البطنة تميت الفطنة فمن ماتت بطنته حييت فطنته وثالثها الموت الأخضر وهو لبس المرقع من الخرق الملقاة التي لا قيمة لها فإذا قنع من اللباس الجميل بذلك واقتصر على ما يستر عورته ويصح فيه الصلاة فقد مات الموت الأخضر لاحضر ارعيشه بالقناعة ونضارة وجهه بنضرة الجمال الذاتي الذي حيى به واستغنى عن التجمل العارصى كما قيل إذ المرء لم تدنس من اللوم عرضه فكل رداء يرتديه جميل ورابعها الموت الأسود وهو احتمال الأذى من الخلق لأنه إذا لم يجد في نفسه حرجا من إذا هم ولم يتألم نفسه بل يلتذ به لكونه يراه من المحبوب كما قيل أجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم فقد مات الموت الأسود وهو الفناء في (مد)؟ لشهوده الأذى منه برؤية فناء الافعال في فعل محبوبه بل برؤية نفسه وأنفسهم فانين في المحبوب وح يحيى بوجود الحق تعالى وتقديم الإماتة على الاحياء في الموت الاختياري وجهه ظاهر واما في الموت الطبيعي الكوني فلانه مقدم بالشرف على الحياة الجسمانية كما تقدم في قاضى المنايا وقد قيل مرك اكر مرد است كو پيش من آي تا در آغوشش بكيرم تنك تنك * وقيل پيمانه ء هر كه پر شود ميميرد * پيمانه ء ما چو پر شود زنده شويم مع أن فيه تأسيا بالكتاب المجيد كقوله تعالى خلق الموت والحياة يا من خلق الزوجين الذكر والأنثى لك ان تقرأ الذكر والأنثى بالفتح على
(١٤٩)