كحال الحركات أو الكيفيات الأخر محسوسة أو غيرها الان في عدم الدلالة على معنى وكون الكلام صوتا من الأمور الاتفاقية لا لأنه لو لم يكن صوتا لم يكن كلاما وانما اختاروا الأصوات المتقاطعة في الفم لكونها أسرع وصولا وأعلى وأسهل تأدية والا فهى موجودات مما في العالم وكيفيات مثل كيفيات محسوسة اخر فالمناط في الكلام الوضع مع تكرر حضور الموجودات المدلولة عند حضور الموجودات الدالة إذا عرفت هذا فنقول كل موجود له دلالة ذاتية على خصوصية جمال أو جلال في مبدء كل جمال وجلال بوضع إلهي ذاتي من عرف تلك الدلالة وذلك الوضع عرف تسبيحها وتلك الدلالة وذلك الوضع لما كانا ذاتيين كانا باقيين غير متبدلين وكانا مجتمعين مع الدلالة والوضع للأشياء إذ الأولان طوليان والاخران عرضيان كما أنهما عرضيان أيضا وما بالعرض يزول وقد جاء سفراء الحق لتبيين الأوضاع الإلهية وتأسيس زوال الدلالات العرضية وانى لاسمع ذكر الاذكار وحمد المحامد وارى من يذكر الله لا عن قلب حاضر بل عن خاطر متشتت وذكره يذكر الله ولا يشعر الذاكر به فافهم يا من كل شئ هالك الا وجهه سبحانك يا من لا مفر إلا إليه ففروا إلى الله يا من لا مفزع الا إليه في الدعاء أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ بك منك فالفقرة الأولى إشارة إلى توحيد الافعال والثانية إلى توحيد الصفات والثالثة إلى توحيد الذات وفى دعاء أبى حمزة الثمالي هربت منك إليك يا من لا منجى الا إليه في دعاء تكبيرات افتتاح الصلاة لا مهرب ولا مفزع ولا منجى منك الا إليك وجميع هذه وأسماء هذا الفصل إشارات إلى التوحيد يا من لا يرغب الا إليه أي بالنظر الفنائي يا من لا حول ولا قوة الا به إشارة إلى توحيد الافعال والحول هنا الحركة من حال يحول حولا إذا تحرك والمعنى لا حركة ولا قوة الا بمشيته يا من لا يستعان الا به هذا كالتفريع على سابقه فإنه إذا شوهد ان الامر كله لله ولا قوة الا به لا يستعان الا به ويترك الأسباب بمعاينة دوام الافتقار وانتفاء الاقتدار ويفوض السالك الامر إلى الله الواحد القهار ولا يرى لغيره تأثير أولا للسعى في السير والسلوك اثرا بل يرى تسييره بتيسيره كما قال هو الذي يسير كم ويعلم ان الخلق الحسن من فضل الله ومنته لا من كسبه وقوته فيدعو بدعاء النبي (ص ع) اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهديني لأحسنها الا أنت واصرف عنى سيئها لا يصرف عني سيئها الا أنت وبقوله اللهم آت نفسي تقواها وزكاها أنت خير من زكها ومولاها
(١٤٣)