بل كلها فيه تعالى بمعنى لايق بجنابه فاللطافة ونظايرها في كل بحسبه ففي المجردات تجردها على مراتبها يا أجمل من كل جميل لان كل جمال وكمال رشح وفيض من بحر جماله وكماله يا أعز من كل عزيز سبحانك الخ يا كريم الصفح مصدر صفح عنه كمنع أي عفا يا عظيم المن يا كثير الخير أي غير متناهي الخير بل هو وراء الغير المتناهى في الخير عدة ومدة وشدة وغير المتناهي أيضا كثير والمراد إما الخير الذاتي أي كثير الحسن والبهاء واما الخير الموصل إلى الغير أي كثير النفع للغير يا قديم الفضل والمتفضل عليه حادث يا دائم اللطف والملطف به داثر وزايل يا لطيف الصنع أي دقيق الصنع لا يعلم خفاياه ومزاياه كما هو حقه الا هو يا منفس الكرب يا كاشف الضر يا مالك الملك أي والى ملك الوجود بقضه وقضيضه يا قاضى الحق لا جور في مشيته ولاظلم في سبحانه سبحانك الخ يا من هو في عهده وفى فإنه سبحانه عاهد معنا يوم الست بربكم ان يكون ربنا ومولانا ونكون نحن عبيده ونحن نكثنا هذا العهد وصرنا عبدة الطاغوت وهو اوفى بما عهد مع خلفنا وعده فكيف إذا صدقنا في الوعد وعهد إلينا ان من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا وقد اوفى بما عهد ولم يبعد عنا تكوينا مع مباعدتنا عنه تشريعا الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شئ محيط فيكف إذا تقربنا إليه تشريعا العبودية جوهرة كنهها الربوبية وعهد إلينا ان من يفنى عن نفسه يبقى به اقتلوا أنفسكم فتوبوا إلى بارئكم ونحن لم نف ولم نفن وهو اوفى بما عهد وبقينا به هو الأول والاخر والظاهر والباطن فكيف إذا فنينا من أنفسنا من كان لله كان الله له من قتلته فعلى ديته ومن على ديته فانا ديته وهكذا له سبحانه معنا معاهدات وايفاءات ولنا نقوض واخلافات يا من هو في وفائه قوى يعنى انه مع كونه وفيا بعهده ليس في وفائه وهي ورخاوة بل وثاقة ومتانة يا من هو في قوته على أي قوة وفائه في أعلى المراتب أو قوته المطلقة وقدرته على الاطلاق في أعلى الأنحاء يا من هو في علوه قريب يعنى انه في عين كونه في أعلى مقام غيب غيوبه قريب إلى أدنى الأداني وعرشه محيط بالفرش لا كالعالي الجسماني حيث يخلو منه الداني يا من هو في قربه لطيف لان قربه ليس كالقرب في الجسمانيات فان هذا قرب شئ بشئ وذلك قرب شئ بفيئ وفى هذا كل من القريبين خال عن الأخر وفى ذلك وإن كان لاحد القريبين شأن ليس للاخر ذلك
(١٣٥)