حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليهم السلام): إن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل:
" ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " فغضب وقال: إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم بذلك، ولا يمن بذلك عليهم، والإمتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به؟ ولكن النعيم: حبنا أهل البيت وموالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول (1).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: إن الله عز وجل أكرم وأجل من أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه، ولكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم (2). وفي رواية عن الباقر (عليه السلام): إنما يسألكم عما أنتم عليه من الحق (3).
وفي المحاسن: عن الصادق (عليه السلام) قال: ثلاثة لا يحاسب العبد المؤمن عليهن: طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه وتحصن بها فرجه (4).
وفي رواية قال: إن الله أكرم من أن يسأل مؤمنا عن أكله وشربه (5).
أقول: لعل التوفيق بين الأخبار بأن يقال: لا يسئل أحد عن ضروري المطعم والملبس وغيرهما، وإنما يسئل عما زاد على الضرورة (6)، ومن خالف الحق، ولا يسئل أهل الحق إلا عما أنعم به عليه من الحق.
في ثواب الأعمال (7)، والمجمع: عن الصادق (عليه السلام) من قرأ سورة " ألهاكم التكاثر " في فريضة كتب الله له أجر مائة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب له أجر خمسين شهيدا، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة إن شاء الله (8).