التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٥٨
إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا 9 إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا 10 * (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) *: قال: يقولون إذا أطعموهم ذلك، قال: والله ما قالوا هذا لهم، ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبره الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد منكم جزاءا تكافؤننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا إنما أطعمناكم لوجه الله، وطلب ثوابه (1).
* (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا) *: يعبس فيه الوجوه.
* (قمطريرا) *: شديد العبوس. في المجمع: قد روى الخاص والعام إن الآيات من هذه السورة وهي قوله: " إن الأبرار يشربون " إلى قوله: " وكان سعيكم مشكورا " نزلت في علي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام)، وجارية لهم تسمى فضة، والقصة طويلة، جملتها: أنه مرض الحسن، والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب، وقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا، فنذر صوم ثلاثة أيام إن شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة (عليها السلام)، وكذلك فضة، فبرءا وليس عندهم شئ، فاستقرض علي (عليه السلام) ثلاثة أصوع من شعير من يهودي، وروي أنه أخذها ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة (عليها السلام) فطحنت صاعا منها فاختبزته، وصلى علي (عليه السلام) المغرب، وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعو لهم وسألهم فأعطوهم، ولم يذوقوا إلا الماء، فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعا فطحنته واختبزته وقدمته إلي علي (عليه السلام) فإذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه، ولم يذوقوا إلا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت إلى الباقي فطحنته واختبزته، وقدمته إلى علي (عليه السلام) فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه، ولم يذوقوا إلا الماء، فلما كان اليوم الرابع، وقد قضوا نذورهم أتى علي (عليه السلام)، ومعه الحسن والحسين (عليهما السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وبهما ضعف، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونزل جبرئيل (عليه السلام) بسورة " هل أتى " (2).
وفي رواية: إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) آجر نفسه ليسقي نخلا بشئ من شعير ليلة حتى

1 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص 215، س 19، ح 11، المجلس الثالث والأربعون.
2 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 404، في شأن النزول.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»