أصبح، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له: الحريرة، فلما تم انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم انضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الثالث، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك (1).
والقمي: عن الصادق (عليه السلام) كان عند فاطمة (عليها السلام) شعير فجعلوه عصيدة، فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين، فقال المسكين: رحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (عليه السلام) فأعطاه ثلثها، فلم يلبث أن جاء يتيم، فقال: اليتيم رحمكم الله، فقام علي (عليه السلام) فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير، فقال: الأسير رحمكم الله، فأعطاه علي (عليه السلام) الثلث الباقي، وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز وجل (2).
وفي المجالس: عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام) ما يقرب مما ذكره في المجمع بالرواية الأولى ببسط من الكلام مع زيادات من حكاية أفعالهم، وأقوالهم (عليهم السلام) وذكر فيه: وقال الصبيان:
ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما، وفي آخره، فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد خذ ما هنأه الله لك في أهل بيتك، قال: وما آخذ يا جبرئيل؟ قال:
" هل أتى " إلى قوله: " وكان سعيكم مشكورا " (3) (4).
وفي المناقب: عن أكثر من عشرين من كبار المفسرين، وبرواية أهل البيت (عليهم السلام) عن الباقر (عليه السلام) ما يقرب مما ذكره في المجالس إلا أنه ليس فيه ذكر صيام الصبيين، وفي آخره: فرآهم النبي (صلى الله عليه وآله) جياعا، فنزل جبرئيل، ومعه صحفة (5) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت، مملوة من الثريد، وعراق (6) يفوح منها رائحة المسك والكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا، ولم