التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣١٥
وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا 19 قل إنما أدعوا ربى ولا أشرك به أحدا 20 قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا 21 * (وأنه لما قام عبد الله) *: يعني محمدا (صلى الله عليه وآله) (1).
* (يدعوه) *: يعبده. القمي: كناية عن الله (2).
* (كادوا) *: قال: يعني قريشا (3).
* (يكونون عليه لبدا) *: قال: أي أبدا (4) (5).
أقول: يعني يتعاونون عليه. واللبد: جمع لبدة بالكسر، وهي ما تلبد بعضه على بعض.
وقرئ بضم اللام جمع لبدة بالضم، وهي لغة.
وقيل: معناه كاد الجن " يكونون عليه " متراكمين من ازدحامهم عليه، تعجبا مما رأوا من عبادته، وسمعوا من قراءته (6).
* (قل إنما أدعوا ربى ولا أشرك به أحدا) *: فليس ذلك ببدع، ولا منكر يوجب اطباقكم على مقتي أو تعجبكم، وقرئ " قل " على الأمر للنبي (صلى الله عليه وآله) ليتوافق (7) ما بعده.
* (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) *: في الكافي: عن الكاظم (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا الناس إلى ولاية علي (عليه السلام) فاجتمعت إليه قريش فقالوا: يا محمد أعفنا من هذا، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا إلى الله ليس إلي فاتهموه وخرجوا من عنده، فأنزل الله عز وجل:

١ - قيل: إنما ذكر لفظ العبد للتواضع، فإنه واقع موقع كلامه عن نفسه، والإشعار ربما هو المقتضي لقيامه.
منه (قدس سره). قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٥١١، س ١٠.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٩١، س ١.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٩١، س ١.
٤ - أبد - كفرح -: غضب وتوحش. القاموس المحيط: ج ١، ص ٢٧٣، مادة " أبد ". وجاء في لسان العرب: ج ١، ص ٤١، أبد الرجل - بالكسر -: توحش.
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص 391، س 1.
6 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 511، س 11.
7 - وفي نسخة: [ليوافق].
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 321 ... » »»