التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٢٢
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم 28 * (ما كتبناها عليهم) *: ما فرضناها عليهم.
* (إلا ابتغاء رضو ن الله) *: ولكنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله.
* (فما رعوها) *: أي فما رعوا جميعا.
* (حق رعايتها) *: لتكذيبهم بمحمد (صلى الله عليه وآله)، كذا في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) مرفوعا (1).
* (فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون) *: خارجون عن الإتباع، في المجمع: عن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثنتان وهلك سائرهن، فرقة قاتلوا الملوك على دين عيسى (عليه السلام) فقتلوهم، وفرقة لم تكن لهم طاقة لموازاة الملوك، ولا أن يقيموا بين ظهرانيهم، يدعونهم إلى دين الله تعالى، ودين عيسى (عليه السلام)، فساحوا في البلاد، وترهبوا، وهم الذين قال الله عز وجل: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم "، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يؤمن بي فأولئك هم الهالكون (2).
وفي رواية: قال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى (عليه السلام) يعملون بمعاصي الله، فغضب أهل الإيمان فقاتلوهم فهزم أهل الإيمان ثلاث مرات فلم يبق منهم إلا القليل، فقالوا: إن ظهرنا لهؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو إليه، فتعالوا نتفرق في الأرض إلى أن يبعث الله النبي (صلى الله عليه وآله) الذي وعدنا عيسى (عليه السلام)، يعنون محمدا (صلى الله عليه وآله)، فتفرقوا في غيران الجبال وأحدثوا رهبانية، فمنهم من تمسك بدينه ومنهم من كفر، ثم تلا هذه الآية (3).
* (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين) *: نصيبين.

1 و 2 و 3 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 243، س 9 و 24 و 19.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 127 128 ... » »»