وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) *: أقول: ما قيل (1) في تفسير هذه الآية في مقام التعميم: إن المراد بالأمانة: التكليف، وبعرضها عليهن: النظر إلى استعدادهن، وبإبائهن: الإباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والاستعداد، وبحمل الإنسان: قابليته واستعداده لها، وكونه ظلوما جهولا: لما غلب عليه من القوة الغضبية والشهوية، وهو وصف للجنس باعتبار الأغلب وكل ما ورد في تأويلها في مقام التخصيص يرجع إلى هذا المعنى كما يظهر بالتدبر.
في العيون (2)، والمعاني: عن الرضا (عليه السلام) في هذه الآية: قال: الأمانة: الولاية. من ادعاها بغير حق فقد كفر (3).
أقول: يعني بالولاية الإمرة والإمامة، ويحتمل إرادة القرب من الله (4).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) هي ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) (5).
وفي البصائر: عن الباقر (عليه السلام) هي الولاية أبين أن يحملنها كفرا، وحملها الإنسان، والإنسان أبو فلان (6).
وفي المعاني: عن الصادق (عليه السلام) الأمانة: الولاية، والإنسان: أبو الشرور المنافق (7).
وعنه (عليه السلام) ما ملخصه: أن الله عرض أرواح الأئمة (عليهم السلام) على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم، وقال في فضلهم ما قال، ثم قال: فولايتهم أمانة عند خلقي فأيكم يحملها بأثقالها، ويدعيها لنفسه (8)؟ فأبت من ادعاء منزلتها، وتمني محلها من عظمة ربهم، فلما أسكن الله آدم (عليه السلام) وزوجته الجنة، وقال لهما ما قال، حملهما الشيطان على تمني منزلتهم، فنظر إليهم بعين الحسد، فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة، وساق الحديث إلى أن قال: فلم يزل