ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد 16 إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد 17 ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد 18 * (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه) *: ما تحدث به نفسه، وهو ما يخطر بالبال، والوسوسة: الصوت الخفي (1).
* (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) *: الحبل: العرق، وإضافته للبيان، والوريدان: عرقان مكتنفان بصفحتي العنق في مقدمها (2) متصلان بالوتين (3) يردان إليه من الرأس، وحبل الوريد: مثل في القرب.
* (إذ يتلقى المتلقيان) *: إذ يتلقى الحفيظان ما يتلفظ به، وفيه إشعار بأنه غني عن استحفاظ الملكين، فإنه أعلم منهما، ومطلع على ما يخفى عليهما، لأنه أقرب إليه منهما، ولكنه لحكمة اقتضته من تشديد في تثبط العبد عن المعصية، وتأكيد في اعتبار الأعمال وضبطها للجزاء وإلزام الحجة يوم يقوم الأشهاد.
* (عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب) *:
ملك يرقب عمله.
* (عتيد) *: معد حاضر، في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: ما من قلب إلا وله أذنان على إحداهما ملك مرشد، وعلى الأخرى شيطان مفتن، هذا يأمره، وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي، والملك يزجره عنها، وقوله تعالى: " عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من