التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٥٣٩
قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد 28 ما يبدل القول لدى وما أنا بظلم للعبيد 29 يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد 30 فاستجبتم لي " (1).
القمي: قال: المناع: الثاني، والخير: ولاية علي (عليه السلام)، وحقوق آل محمد صلوات الله عليهم، ولما كتب الأول كتاب فدك بردها على فاطمة (عليها السلام) منعه الثاني (2)، فهو " معتد مريب * الذي جعل مع الله إلها آخر " قال: هو ما قال: نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة، والخمس، وأما قوله: " قال قرينه " أي شيطانه وهو الثاني " ربنا ما أطغيته " يعني الأول (3).
* (قال) *: أي الله.
* (لا تختصموا لدى) *: أي في موقف الحساب فإنه لا فائدة فيه.
* (وقد قدمت إليكم بالوعيد) *: على الطغيان في كتبي، وعلى ألسنة رسلي فلم تبق لكم حجة.
* (ما يبدل القول لدى) *: بوقوع الخلف فيه، وعفو بعض المذنبين لبعض الأسباب ليس من التبديل لأنه إنما يكون عمن قضى بالعفو عنه فهو أيضا مما لا يبدل لديه.
* (وما أنا بظلم للعبيد) *: فأعذب من ليس لي تعذيبه.
* (يوم نقول لجهنم) *: وقرئ بالياء.
* (هل امتلأت وتقول هل من مزيد) *: قيل: سؤال وجواب جيئ بهما للتخييل والتصوير، والمعنى أنها مع اتساعها تطرح فيها الجنة والناس فوجا فوجا حتى تمتلي، لقوله:
" لأملأن جهنم " أو أنها من السعة بحيث يدخلها من يدخلها وفيها بعد فراغ، أو أنها من شدة

١ - إبراهيم: ٢٢.
٢ - وفي المصدر: " شقه الثاني "، وهذا هو الأصح.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص 326، س 11. وفيه: وأما قوله: " قال قرينه " أي شيطانه، وهو حبتر، " ربنا ما أطغيته " يعني زريقا.
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»