التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٨
واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا 2 وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 3 ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزوجكم اللائي تظهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذ لكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل 4 * (إن الله كان عليما) *: بالمصالح والمفاسد.
* (حكيما) *: لا يحكم إلا بما يقتضيه الحكمة.
* (واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا) *: وقرئ بالياء.
* (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) *: ما جمع قلبين في جوف، رد لما زعمت العرب من أن اللبيب الأريب له قلبان.
في المجمع: نزلت في أبي معمر حميد بن معمر بن حبيب الفهري، وكان لبيبا حافظا لما يسمع، وكان يقول: إن في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد (صلى الله عليه وآله)، وكانت قريش تسميه ذا القلبين، فلما كان يوم بدر وهزم المشركون، وفيهم أبو معمر تلقاه أبو سفيان بن حرب وهو آخذ بيده إحدى نعليه والأخرى في رجله، فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس؟ قال: انهزموا، قال: فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ فقال أبو معمر:
ما شعرت إلا أنهما في رجلي فعرفوا يومئذ أنه لم يكن له إلا قلب واحد لما نسي نعله في يده (1).
والقمي: عن الباقر (عليه السلام) قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف انسان، إن الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا، فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه

1 - مجمع البيان: ج 7 - 8، ص 336، س 11.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 5 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»