إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل 59 ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون 60 * (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون) *: يخلفونكم في الأرض، يعني أن الله قادر على أعجب من ذلك.
في الكافي: عن أبي بصير: قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أن فيك شبها من عيسى بن مريم لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم (عليه السلام) لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الأعرابيان، والمغيرة ابن شعبة، وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله): " ولما ضرب ابن مريم مثلا " إلى قوله: " لجعلنا منكم " يعني من بني هاشم " ملائكة في الأرض يخلفون " الحديث (1). وقد مضى تمامه في سورة الأنفال (2).
والقمي: عن سلمان الفارسي: (رضي الله عنه)، قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالسا في أصحابه إذ قال أنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام)، فخرج بعض من كان جالس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليكون هو الداخل، فدخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال الرجل لبعض أصحابه: أما رضي محمد أن فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم، والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه، فأنزل الله في ذلك المجلس: " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون " فحرفوها " يصدون "، " وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون " إن علي (عليه السلام): " إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل " فمحي اسمه عن هذا الموضع (3).