التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٩٨
وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون 45 وهم المسؤولون (1).
* (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) *: هل حكمنا بعبادة الأوثان؟ وهل جاءت في ملة من مللهم؟
وفي الكافي (2)، والقمي: عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية من ذا الذي سأله محمد (صلى الله عليه وآله)؟ وكان بينه وبين عيسى (عليه السلام) خمسمائة سنة، فتلا هذه الآية " سبحن الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا " (3) قال: فكان من الآيات التي أراها الله محمدا (صلى الله عليه وآله) حين أسرى به إلى البيت المقدس أن حشر الله له الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل (عليه السلام) فأذن شفعا وأقام شفعا ثم قال في إقامته: حي على خير العمل، ثم تقدم محمد (صلى الله عليه وآله) فصلى بالقوم، فأنزل الله عليه: " وسئل من أرسلنا " الآية فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): على ما تشهدون؟ وما كنتم تعبدون؟ فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا (4).
وفي الإحتجاج: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث وأما قوله: " وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا " فهذا من براهين نبينا (صلى الله عليه وآله) التي أتاه الله إياها، وأوجب به الحجة على سائر خلقه، لأنه لما ختم به الأنبياء، وجله الله رسولا إلى جميع الأمم وسائر الملل، خصه بالإرتقاء إلى السماء عند المعراج، وجمع له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما أرسلوا به وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه، فأقروا أجمعين بفضله، وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده، وفضل

١ - بصائر الدرجات: ص ٥٧، ح ٥، الجزء الأول، باب ١٨ - في أئمة آل محمد (عليهم السلام) وأن الله قرنهم بنبيه في السؤال فقال: " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ".
٢ - الكافي: ج ٨، ص ١٢٠ - ١٢١، ح ٩٣.
٣ - الإسراء: ١.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 284 - 285.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»