التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٩٥
ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين 36 وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون 37 حتى إذا جاءنا قال يليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين 38 * (ومن يعش عن ذكر الرحمن) *: يتعافى، ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات.
* (نقيض) *: نسبب ونقدر.
* (له شيطانا فهو له قرين) *: يوسوسه ويغويه دائما، وقرئ " يقيض " بالياء.
في الخصال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من تصدى بالإثم أعشى عن ذكر الله تعالى، ومن ترك الأخذ عمن أمره الله بطاعته قيض له شيطان فهو له قرين (1).
* (وإنهم ليصدونهم عن السبيل) *: وإن الشياطين ليصدون العاشين (2) عن الطريق الذي من حقه أن يسلك.
* (ويحسبون) *: أي العاشون.
* (أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا) *: أي العاشي، وقرئ " جاءانا " على التثنية أي العاشي، والشيطان.
* (قال) *: أي العاشي للشيطان.
* (يليت بيني وبينك بعد المشرقين) *: بعد المشرق من المغرب.
* (فبئس القرين) *: أنت.

١ - الخصال: ص 633 - 634، ح 10، باب 400.
2 - العشو: النظر ببصر ضعيف، يقال: عشى يعشو عشوا إذا ضعف بصره وأظلمت عينه كأن عليها غشاوة، وإذا ذهب البصر قيل: عشي يعشي عشا والرجل أعشى، وعشى عنها إذا أعرض عنها قاصدا لغيرها كقولهم: مال إليه ومال عنه. مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 48.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»