التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٩١
أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجت ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون 32 * (عظيم) *: بالجاه والمال، كالوليد بن مغيرة بمكة وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف، فإن الرسالة منصب عظيم لا يليق إلا بعظيم، ولم يعلموا إنها رتبة روحانية تستدعي عظيم النفس بالتحلي (1) بالفضائل والكمالات القدسية لا التزخرف بالزخارف الدنيوية.
* (أهم يقسمون رحمت ربك) *: إنكار فيه تجهيل وتعجيب من تحكمهم، والمراد بالرحمة: النبوة.
* (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) *: وهم عاجزون عن تدبيرها.
* (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجت) *: وأوقعنا بينهم التفاوت في الرزق وغيره.
* (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) *: ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم فيحصل بينهم تألف وتضام، وينتظم بذلك نظام العالم، لا لكمال في الموسع، ولا لنقص في المقتر، ثم إنه لا اعتراض لهم علينا في ذلك ولا تصرف فكيف يكون فيما هو أعلى من ذلك.
* (ورحمت ربك) *: هذه يعني النبوة وما يتبعها.
* (خير مما يجمعون) *: مما يجمعه هؤلاء من حطام الدنيا، والعظيم من رزق منها لا منه.
في الإحتجاج (2)، وفي تفسير الإمام (عليه السلام) في سورة البقرة (3)، عن أبيه (عليهما السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش وساق الحديث كما سبق ذكره في سورة بني إسرائيل (4)، إلى أن قال: قال له عبد الله بن أبي أمية: لو

1 - هكذا في الأصل. والصحيح: " عظم النفس والتحلي ".
2 - الإحتجاج: ج 1، ص 26، احتجاج النبي (صلى الله عليه وآله) على جماعة من المشركين.
3 - ذيل الآية: 108.
4 - ذيل الآية: 93، انظر ج 4، ص 451 - 458 من كتابنا تفسير الصافي.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»