وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 10 وقد حلف أبو جهل لعنه الله لئن رآه يصلي ليدمغنه (1) فجاءه ومعه حجر والنبي (صلى الله عليه وآله) قائم يصلي، فجعل كلما رفع الحجر ليرميه أثبت الله عز وجل يده، إلى عنقه، ولا يدور الحجر بيده، فلما رجع إلى أصحابه سقط الحجر من يده، ثم قام رجل آخر وهو من رهطه أيضا، فقال: أنا أقتله، فلما دنا منه جعل يسمع (2) قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأرعب، فرجع إلى أصحابه فقال: حال بيني وبينه كهيئة الفحل (3) يخطر بذنبه فخفت أن أتقدم (4).
* (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) *: قال: فلم يؤمن من أولئك الرهط من بني مخزوم أحد (5).
وفي الكافي: في الحديث السابق فهم لا يؤمنون بالله ولا بولاية علي (عليه السلام)، ومن بعده (6).
قيل: " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون * وجعلنا من بين أيديهم سدا " الآيتين تقرير لتصميمهم على الكفر والطبع على قلوبهم بحيث لا تغني الآيات والنذر بتمثيلهم بالذين غلت أعناقهم، والأغلال واصلة إلى أذقانهم فلا يخليهم يطأطؤون، فهم مقمحون، رافعون رؤوسهم، غاضون أبصارهم، في أنهم لا يلتفتون لفت الحق، ولا يعطفون أعناقهم نحوه، ولا يطأطؤون رؤوسهم له، وبمن أحاط بهم سدان فغطى أبصارهم بحيث لا يبصرون قدامهم وورائهم في أنهم محبوسون في مطمورة الجهالة، ممنوعون عن النظر في الآيات والدلائل (7)، وقرئ سدا بالضم وهو لغة فيه.