التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٤٩
قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شئ إن أنتم إلا تكذبون 15 قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون 16 وما علينا إلا البلغ المبين 17 قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم 18 الثمالي وغيره عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، إلا أن في بعض الروايات بعث الله الرسولين إلى أنطاكية، ثم بعث الثالث، وفي بعضها أن عيسى (عليه السلام) أوحى الله إليه أن يبعثهما، ثم بعث وصيه شمعون ليخلصهما وأن الميت الذي أحياه الله بدعائهما كان ابن الملك، وأنه قد خرج من قبره ينفض التراب عن رأسه، فقال له: يا بني ما حالك؟ قال: كنت ميتا فرأيت رجلين ساجدين يسألان الله أن يحييني، قال: يا بني فتعرفهما إذا رأيتهما؟ قال: نعم، فأخرج الناس إلى الصحراء فكان يمر عليه رجل بعد رجل، فمر أحدهما بعد جمع كثير، فقال: هذا أحدهما، ثم مر الآخر فعرفهما وأشار بيده إليهما، فآمن الملك وأهل مملكته، إلى هنا كلام صاحب المجمع (1).
* (قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا) *: لا مزية لكم علينا يقتضي اختصاصكم بما تدعون.
* (وما أنزل الرحمن من شئ) *: وحي ورسالة.
* (إن أنتم إلا تكذبون) *: في دعوى رسالته.
* (قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون) *: الاستشهاد بعلم الله يجري مجرى القسم.
* (وما علينا إلا البلغ المبين * قالوا إنا تطيرنا بكم) *: تشأمنا بكم.
قيل: ذلك لاستغرابهم ما ادعوه به وتنفرهم عنه (2).
والقمي: " تطيرنا بكم " قال: بأسمائكم (3).
* (لئن لم تنتهوا) *: عن مقالتكم هذه.

١ - مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٤١٩، في القصة.
٢ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٢٧٨، س ١٣.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص 214، س 20.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»