التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٧٠
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر والمقداد بن الأسود وعمار هدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله ما أحد أحب إليه الحمد من الله عز ذكره.
والقمي عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال قلت له جعلت فداك شوقني فقال يا أبا محمد إن من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا وإن أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والأنس لوسعهم طعاما وشرابا ولا ينقص مما عنده شيئا وإن أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء الله مما يملأ عينيه قرة وقلبه مسرة فإذا شكر الله وحمده قيل له ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الأولى فيقول يا رب أعطني هذه فيقول الله تبارك وتعالى لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول رب هذه هذه فإذا هو دخلها شكر الله وحمده قال فيقال إفتحوا له بابا إلى الجنة ويقال له ارفع رأسك فإذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند تضاعف مسراته رب لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت علي بالجنان وأنجيتني من النيران قال أبو بصير فبكيت وقلت له جعلت فداك زدني قال يا أبا محمد إن في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله عز وجل مكانها أخرى قلت جعلت فداك زدني قال يا أبا محمد المؤمن يزوج ثمان مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين قلت جعلت فداك ثمان مأة عذراء قال نعم ما يفترش منهن شيئا إلا وجدها كذلك قلت جعلت فداك من أي شئ خلقن الحور العين قال من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته وكبده مرآتها قلت جعلت فداك ألهن كلام يتكلمن به في الجنة قال نعم كلام لم يسمع الخلايق أعذب منه قلت ما هو قال يقلن بأصوات رخيمة نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا نظعن ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن خلق لنا وطوبى
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست