التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٦٩
القمي عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال قلت له يا ابن رسول الله خوفني فإن قلبي قد قسا فقال يا با محمد استعد للحياة الطويلة فإن جبرئيل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجيئ متبسما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار فقال وما منافخ النار يا جبرئيل فقال يا محمد إن الله عز وجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت ثم نفخ عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ولو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها ولو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما إن ربكما يقرؤكما السلام ويقول قد أمنتكما أن تذنبا ذنبا أعذبكما عليه فقال أبو عبد الله فما رأي رسول الله صلى الله عليه وآله متبسما بعد ذلك ثم قال إن أهل النار يعظمون النار وأن أهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم وأن جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد وأعيدوا في دركها هذه حالهم وهو قول الله عز وجل كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ثم تبدل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم فقال أبو عبد الله عليه السلام حسبك يا محمد قلت حسبي حسبي.
(23) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار قيل غير الأسلوب فيه واسند الإدخال إلى الله مؤكدا تعظيما لشأن المؤمنين يحلون فيها من أساور جمع أسورة وهي جمع سوار من ذهب ولؤلؤ وقرء بالنصب وبترك الهمزة الأولى ولباسهم فيها حرير.
(24) وهدوا إلى الطيب من القول.
القمي قال التوحيد والإخلاص وهدوا إلى صراط الحميد قال إلى الولاية.
وفي المحاسن عن الباقر عليه السلام هو والله هذا الأمر الذي أنتم عليه.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست