التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢٢٧
(108) ويقولون سبحان ربنا عن خلف الوعد إن كان وعد ربنا لمفعولا إنه كان وعده كائن لا محالة.
(109) ويخرون للأذقان يبكون كرره لاختلاف الحالين وهما خرورهم للشكر وإنجاز الوعد حال كونهم ساجدين وخرورهم لما أثر فيهم من المواعظ حال كونهم باكين وذكر الذقن لأنه أول ما يلقى الأرض من وجه الساجد.
والقمي فسر الأذقان بالوجوه ومعنى اللام الاختصاص لأنهم جعلوا أذقانهم ووجوههم للسجود والخرور ويزيدهم سماع القرآن خشوعا لما يزيدهم علما ويقينا.
(110) قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن سموا الله بأي الاسمين شئتم فإنهما سيان في حسن الإطلاق والمعنى بهما واحد أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى أي أي هذين الاسمين سميتم وذكرتم فهو حسن فوضع موضعه فله الأسماء الحسنى للمبالغة والدلالة على ما هو الدليل عليه فإنه إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان الاسمان لأنهما منها وما مزيدة مؤكدة للشرط والضمير في له للمسمى لأن التسمية له لا للاسم ومعنى كون أسمائه أحسن الأسماء استقلالها بمعاني التمجيد والتعظيم والتقديس ودلالتها على صفات الجلال والإكرام قيل نزلت حين سمع المشركون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يا الله يا رحمن فقالوا إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعوا إلها آخر وقيل قالت له اليهود إنك لتقل ذكر الرحمن وقد أكثره الله في التوراة فنزلت ولا تجهر بصلاتك يعني بقراءتها ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا.
القمي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية الجهر بها رفع الصوت والتخافت ما لا تسمع نفسك واقرأ بين ذلك.
وعن الباقر عليه السلام فيها الإجهار أن ترفع صوتك تسمعه من بعد عنك والإخفات أن لا تسمع من معك إلا يسيرا.
والعياشي عن الصادق عليه السلام الجهر بها رفع الصوت والمخافتة ما لم تسمع أذناك وما بين ذلك قدر ما تسمع أذنيك.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست