التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٩٦
ويستمع له قريش لحسن صوته فكان إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فروا عنه.
والعياشي عنه عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم وقال بعضهم لبعض إنه ليردد اسم ربه ترددا إنه ليحب ربه فأنزل الله وإذا ذكرت ربك الآية.
(47) نحن أعلم بما يستمعون به بسببه من اللغو والاستهزاء بالقرآن إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى متناجون إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا قد سحر به فجن واختلط عليه عقله.
(48) انظر كيف ضربوا لك الأمثال مثلوك بالساحر والشاعر والكاهن والمجنون فضلوا عن الحق فلا يستطيعون سبيلا إليه.
(49) وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا ترابا وغبارا وانتثر لحومنا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا على الإنكار والاستبعاد.
العياشي عن الصادق عليه السلام جاء أبي بن خلف فأخذ عظما باليا من حائط ففته (1) ثم قال يا محمد إذا كنا عظاما ورفاتا (2) أئنا لمبعوثون خلقا جديدا فأنزل الله تعالى قل من يحيى العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم.
(50) قل جوابا لهم كونوا حجارة أو حديدا.
(51) أو خلقا مما يكبر في صدوركم فإنه يقدر على إعادتكم أحياءا.
القمي عن الباقر عليه السلام الخلق الذي يكبر في صدوركم الموت فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فإن من يقدر على الإنشاء كان على الإعادة

1 - الفت الدق والكسر بالأصابع والشق في الصخرة ق.
2 - الرفات ما يكسر ويبلى من كل شئ ويكثر بناء فعال في كل ما يحطم ويرضض يقال حطام ودقاق وتراب وقال المبرد كل شئ مدقوق مبالغ في دقه حتى انسحق فهو رفات.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست