التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٩٩
كذب أولئك واستوجبوا العذاب العاجل المستأصل ومن حكمته سبحانه في هذه الأمة أن لا يعذبهم بعذاب الاستيصال تشريفا لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم كما قال وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم.
القمي عن الباقر عليه السلام إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم سأله قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل وقال إن الله يقول وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وكنا إذا أرسلنا إلى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم فلذلك أخرنا عن قومك الآيات وآتينا ثمود الناقة بسؤالهم مبصرة آية بينة فظلموا بها فظلموا أنفسهم بسبب عقرها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا وإنذارا بعذاب الآخرة فإن أمر من بعثت إليهم مؤخر إلى يوم القيامة.
(60) وإذ قلنا لك أوحينا إليك إن ربك أحاط بالناس فهم في قبضة قدرته وقيل يعني بقريش أي أهلكهم من أحاط بهم العدو أي أهلكهم يعني بشرناك بوقعة بدر ونصرتك عليهم وهو قوله سيهزم الجمع ويولون الدبر سيغلبون ويحشرون إلى جهنم فجعله سبحانه كأنه قد كان على عادته في إخباره وما جعلنا الرؤيا التي أريانك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن عطف على الرؤيا ونخوفهم بأنواع التخويف فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا إلا عتوا متجاوزا عن الحد.
العياشي عن الباقر عليه السلام إنه سئل عن قوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رآى إن رجالا من بني تيم وعدي على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى قيل والشجرة الملعونة قال هم بنو أمية.
وعن الصادق عليه السلام مثله إلا أنه قال رأى أن رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر.
أقول: وهما كنايتان عن الأولين وتيم وعدي جداهما قال.
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست