التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٩٣
يقول ولا تقف ما ليس لك به علم ولأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو صمت فسلم وليس لك أن تسمع ما شئت لأن الله عز وجل يقول إن السمع والبصر الآية.
وفي مصباح الشريعة عن الصادق عليه السلام ومن نام بعد فراغه من أداء الفرائض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك نوم محمود وإني لا أعلم لأهل زماننا هذا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم لأن الخلق تركوا مراعاة دينهم ومراقبة أحوالهم وأخذوا شمال الطريق والعبد إن اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه أن لا يسمع إلا ما له مانع من ذلك وأن النوم من أحد تلك الآلات قال الله عز وجل إن السمع والبصر وتلا الآية.
(37) ولا تمش في الأرض مرحا ذا مرح وهو الاختيال.
القمي أي بطرا وفرحا إنك لن تخرق الأرض لن تجعل فيها خرق لشدة وطأتك القمي أي لن تبلغها كلها ولن تبلغ الجبال طولا بتطاولك.
القمي أي لا تقدر أن تبلغ قلل الجبال قيل هو تهكم بالمختال وتعليل للنهي بأن الاختيال حماقة مجردة لا يعود بجدوى ليس في التذلل في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية وفرض على الرجلين أن تثقلهما في طاعته وأن لا تمشي بهما مشية عاص فقال عز وجل ولا تمش في الأرض مرحا.
(38) كل ذلك إشارة إلى الخصال الخمس والعشرين المذكورة من قوله ولا تجعل مع الله إلها آخر وعن ابن عباس إنها المكتوبة في ألواح موسى كان سيئه يعني المنهي عنه وقرئ سيئة عند ربك مكروها مبغوضا.
(39) ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر كرره للتنبيه على أن التوحيد مبدأ الأمر ومنتهاه ورأس الحكمة وملاكها فتلقى في جهنم ملوما تلوم نفسك مدحورا مبعدا عن رحمة الله.
القمي فالمخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمعنى للناس.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست