التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٩٠
عبادي وتمام الحديث يطلب في الكافي وفي نهج البلاغة وقدر الأرزاق فكثرها وقللها وقسمها على الضيق والسعة فعدل فيها ليبتلي من أراد بميسورها ومعسورها وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيها وفقيرها.
(31) ولا تقتلوا أولادكم (1) خشية إملاق.
القمي يعني مخافة الفقر والجوع فإن العرب كانوا يقتلون أولادهم لذلك.
والعياشي عن الصادق عليه السلام الحاج لا يملق أبدا قيل ما الإملاق فقال الإفلاس ثم تلا هذه الآية نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا ذنبا كبيرا وقرئ بفتح الخاء والطاء وهو ضد الصواب أو بمعنى الخطاء وبالكسر والمد وهو إما لغة فيه أو مصدر.
(32) ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة قبيحة زائدة على حد القبح وساء سبيلا (2).
القمي عن الباقر عليه السلام يقول معصية ومقتا فإن الله يمقته ويبغضه قال وساء سبيلا وهو أشد النار عذابا والزنا من أكبر الكباير.
وفي الفقيه والخصال عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله في وصيته له يا علي في الزنا ست خصال ثلاث منها في الدنيا وثلاث في الآخرة فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء ويعجل الفناء ويقطع الرزق وأما التي في الآخرة فسوء الحساب وسخط الرحمان والخلود في النار وعنه عليه السلام إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل.
(33) ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق إلا بإحدى ثلاث كفر بعد الأيمان وزنا بعد إحصان وقتل مؤمن عمدا ومن قتل مظلوما غير مستوجب للقتل فقد

1 - وإنما نهاهم الله عن ذلك لأنهم كانوا يئدون البنات يدفنوهن أحياء.
2 - فيه إشارة إلى أن العقل يقبح الزنا من حيث إنه لا يكون للولد نسب إذ ليس بعض الزناة أولى به من بعض فيؤدي إلى قطع الأنساب وابطال المواريث وابطال صلة الرحم وحقوق الاباء على الأولاد وذلك مستنكر في العقول.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست