أقول: لعلهم عليهم السلام إنما عدوا سبعا باعتبار أسمائهم فإنها سبعة وعلى هذا فيجوز أن يجعل المثاني من الثناء وأن يجعل من التثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن وأن يجعل كناية عن عددهم الأربعة عشر بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتغاير الاعتباري بين المعطي والمعطى له.
(88) لا تمدن عينيك لا تطمح ببصرك طموح راغب إلى ما متعنا به أزواجا منهم أصنافا من الكفار فإنه مستحقر في جنب ما أوتيته ولا تحزن عليهم إن لم يؤمنوا فيتقوى بهم الإسلام وأهله واخفض جناحك للمؤمنين وتواضع لمن معك من المؤمنين وارفق بهم وطب نفسا عن إيمان الأغنياء والأقوياء.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أوتي القرآن فظن إن أحدا من الناس أوتي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله.
والقمي عنه عليه السلام لما نزلت هذه الآية لا تمدن عينيك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لم يتعز (2) بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ومن رمي ببصره ما في يدي غيره كثر همه ولم يشف غيظه ومن لم يعلم أن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو ملبس فقد قصر عمله ودنا عذابه ومن أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا ومن شكا مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه ومن دخل النار من هذه الأمة ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزوا ومن أتى ذا ميسرة فتخشع له طلب ما في يديه ذهب ثلثا دينه وفي المجمع كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينظر إلى ما يستحسن من الدنيا.
(89) وقل إني أنا النذير المبين أنذركم ببيان وبرهان إن عذاب الله نازل بكم إن لم تؤمنوا وأبين لكم ما تحتاجون إليه وما أرسلت به إليكم.