التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١١٠
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول والدليل عليه كتاب الله خلق الله عز وجل الناس على ثلاث طبقات وأنزلهم ثلاث (1) منازل وذلك قول الله عز وجل في الكتاب أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون فأما ما ذكره من أمر (2) السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس وروح الأيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبها علموا الأشياء وبروح الأيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا اللذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شواب [شباب] النساء وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم قال قال الله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ثم قال في جماعتهم وأيدهم بروح منه يقول أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم جعل الله فيهم أربعة أرواح روح الأيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتى يأتي عليه حالات فقال الرجل يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات فقال أما اوليهن فهو كما قال الله عز وجل ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا فهذا ينتقص منه جميع الأرواح وليس بالذي يخرج من دين الله لأن الفاعل به رده إلى أرذل العمر فهو لا يعرف للصلاة وقتا ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار ولا القيام في الصف مع الناس فهذا نقصان من روح الأيمان وليس يضره شيئا ومنهم من ينتقص

1 - ثلاث منازل عبارة عن ثلاث مراتب مذكورة للأرواح الثلاثة وحاصل الجواب ان مرتكب الكبيرة بدون الاصرار ليس داخلا في أصحاب المشأمة فان المذكور في مرتبتهم انهم يصرون على الحنث العظيم فهم داخلون في أصحاب الميمنة.
2 - امر بفتح الميم وتشديد المهملة أي أقوى وأعقل مأخوذة من المرة بالكسر وهي القوة وشدة العقل.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست