التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٤٨
وروي أيضا ابنها والضمير لامرأته. وكان في معزل: أي مكان عزل فيه نفسه عن المركب. يا بنى اركب معنا: في السفينة. ولا تكن مع الكافرين.
القمي: عن الصادق عليه السلام نظر نوح عليه السلام إلى ابنه يقع ويقوم، فقال له: (يا بنى اركب) الآية. (43) قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء: في الفقيه: عن الصادق عليه السلام إنه قال حين أشرف على النجف -: هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح، عليه السلام فقال: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) فأوحى الله إليه يا جبل أيعتصم بك مني أحد؟ فغار في الأرض، وتقطع إلى الشام. وفي العلل: ما يقرب منه. قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم: إلا الراحم وهو الله تعالى. وحال بينهما الموج: بين نوح وابنه. فكان من المغرقين.
(44) وقيل يا أرض ابلعي ماءك: أنشفي.
العياشي: عن الصادق عليه السلام نزلت بلغة الهند إشربي، وفي رواية حبشية.
ويا سماء اقلعي: أمسكي نداء الأرض والسماء بما ينادي به العقلاء مما يدل على كمال القدرة والاقتدار، وإن هذه الاجرام العظيمة منقادة لتكوينه فيها ما يشاء، غير ممتنعة عليه عارفون جلالته وعظمته يتمثلون أمره على الفور من غير ريث. وغيض الماء: نقص. وقضى الأمر: وأنجز ما وعد من إهلاك الكافرين وإنجاء المؤمنين. واستوت على الجودى:
واستقرت عليه، وهو جبل بالموصل. وقيل بعدا للقوم الظالمين: أصله بعد بعدا بعيدا لا يرجى عوده، ثم استعير للهلاك، وخص بدعاء السوء، قيل الآية في غاية الفصاحة لفخامة لفظها، وحسن نظمها، والدلالة على كنه الحال مع الايجاز الخالي عن الاخلال، وإيراد الاخبار على البناء للمفعول دلالة على تعظيم الفاعل، وأنه متعين في نفسه مستغني عن ذكره إذ لا يذهب الوهم إلى غيره للعلم بأن مثل هذه الأفعال لا يقدر عليه سوى الواحد القهار.
القمي: عن الصادق عليه السلام في حديث فدارت السفينة وضربتها الأمواج
(٤٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»
الفهرست