فار فقام إليه فختمه، فقام الماء وأدخل من أراد أن يدخل وأخرج من أراد أن يخرج، ثم جاء إلى خاتمه ونزعه يقول الله (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) (وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر) قال: وكان نجرها في وسط مسجدكم. قلنا احمل فيها: في السفينة.
من كل زوجين: أي من كل صنف ذكر وصنف أنثى، وقرئ بتنوين كل أي من كل نوع من الحيوانات المنتفع بها زوجين. اثنين: ذكرا وأنثى. وأهلك: أريد امرأته وبنوه ونساؤهم. إلا من سبق عليه القول: بأنه من المغرقين أريد ابنه كنعان وامرأته وأهلة فإنهما كانا كافرين. ومن آمن: والمؤمنين من غيرهم. وما آمن معه إلا قليل.
في المجمع: عن الصادق عليه السلام آمن مع نوح من قومه ثمانية نفر.
وفي المعاني: عن الباقر عليه السلام مثله. والقمي: عن الصادق عليه السلام في حديث فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمره الله أن ينادي بالسريانية لا يبقى بهيمة ولا حيوان إلا حضر فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين السفينة وكان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين (1) رجلا فقال الله عز وجل: (احمل فيها من كل زوجين اثنين) الآية، وكان نجر السفينة في مسجد الكوفة، فلما كان في اليوم الذي أراد الله عز وجل إهلاكهم كانت امرأة نوح تخبر في الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة، وكان نوح عليه السلام قد اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة، وجمع لهم فيها ما يحتاجون إليه من الغذاء، فصاحت امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلى التنور فوضع عليه طينا وختمه حتى أدخل جميع الحيوان السفينة، ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم، ورفع الطين، وانكسفت الشمس، وجاء من السماء ماء منهمر صب بلا قطر، وتفجرت الأرض عيونا وهو قوله سبحانه: (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر). وعن الباقر عليه السلام ليس كل من في الأرض من بني آدم من ولد نوح عليه السلام قال الله تعالى في كتابه: (احمل فيها من كل زوجين اثنين) إلى قوله: