التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٥٢
سنة يدعوهم إلى الله عز وجل فلم يجيبوه فهم أن يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح عليه السلام: من أنتم؟ فقالوا: نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا، وإن غلظ مسيرة السماء الدنيا خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا خمسمأة عام، وخرجنا عند طلوع الصبح ووافيناك في هذا الوقت فنسألك أن لا تدعو على قومك، فقال نوح: قد أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم ستمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح عليه السلام: من أنتم؟ قالوا: نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام خرجنا عند طلوع الشمس، ووافينا ضحوة نسألك أن لا تدعو على قومك، فقال نوح عليه السلام: قد أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فأنزل عز وجل (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) فقال نوح: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) فأمره الله عز وجل أن يغرس النخل فأقبل بغرس النخل، فكان قومه يمرون به ويسخرون منه، ويستهزؤن به، ويقولون: شيخ قد أتى له تسعمأة سنة يغرس النخل، وكانوا يرمونه بالحجارة، فلما أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل واستحكم أمر بقطعه فسخروا منه، وقالوا: بلغ النخل مبلغه وهو قوله عز وجل (وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون) فأمره الله أن يتخذ السفينة وأمر جبرئيل أن ينزل عليه ويعلمه كيف يتخذها فقدر طولها في الأرض ألفا ومأتي ذراع، وعرضها ثمانمأة ذراع، وطولها في السماء ثمانون ذراعا، فقال: يا رب من يعينني على اتخاذها فأوحى الله عز وجل إليه ناد في قومك من أعانني عليها ونجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا وفضة، فنادى نوح عليه السلام فيهم بذلك فأعانوه
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست