التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٣٦
مفتريات: مختلقات من عند أنفسكم إن صح أني اختلقته من عند نفسي فإنكم عرب فصحاء مثلي تقدرون على مثل ما أقدر عليه، بل أنتم أقدر لتعلمكم القصص، وتعودكم الاشعار. وادعوا من استطعتم من دون الله: إلى المعاونة على المعارضة. إن كنتم صادقين: إنه مفتر.
(14) فإن لم يستجيبوا لكم: أيها المؤمنون من دعوتموهم إلى المعارضة، أو أيها الكافرون من دعوتموهم إلى المعاونة. فاعلموا أنما أنزل بعلم الله: ملتبسا بما لا يعلمه إلا الله، ولا يقدر عليه سواه. وأن لا إله إلا هو: وأعلموا أن لا إله إلا هو، لأنه العالم القادر بما لا يعلم ولا يقدر عليه غيره، لظهور عجز المدعوين. فهل أنتم مسلمون: ثابتون على الاسلام، راسخون فيه، أو داخلون في الاسلام مخلصون فيه.
(15) من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها: باحسانه وبره.
العياشي: عن الصادق عليه السلام يعني فلان وفلان. نوف إليهم أعمالهم فيها:
نوصل إليهم جزاء أعمالهم في الدنيا من الصحة، والرياسة، وسعة الرزق، وكثرة الأولاد. وهم فيها لا يبخسون: لا ينقصون شيئا من أجورهم.
(16) أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار: لأنهم استوفوا ما يقتضيه صور أعمالهم الحسنة وبقيت لهم أوزار العزائم السيئة. وحبط ما صنعوا فيها: أي في الآخرة لأنهم لم يريدونها. وباطل: في نفسه. ما كانوا يعملون: لأنه لم يعمل على ما ينبغي، ولم يبق له ثواب في الآخرة، ويجوز تعليق (فيها) بصنعوا، وإرجاع الضمير إلى الدنيا.
القمي: يعني من عمل الخير على أن يعطيه الله ثوابه في الدنيا أعطاه الله ثوابه في الدنيا، وما كان له في الآخرة إلا النار.
(17) أفمن كان على بينة من ربه: على برهان من الله يدله على الحق والصواب فيما يأتيه ويذره، والهمزة لإنكار أن يعقب من هذا شأنه هؤلاء المقصرين
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست